تعد الدول العربية من بين أكثر الدول معاناةً لشحّ المياه في العالم، إذ يعيش حوالي 362 مليون شخص في المنطقة العربية من أصل 420 مليون في ظل شحّ مائي إلى شحّ مائي مطلق، وتواجه المنطقة العربية تحديات ومخاطر كبيرة تهدد إستدامة مواردها المائية؛ بسبب زيادة الطلب والنمو السكاني المرتفع وزيادة عدد اللاجئين وتداعيات جائحة كورونا، وعدم كفاءة ادارة الموارد المائية، إلى جانب تأثيرات التغير المناخي، إضافة إلى الواقع الجيوسياسي الصعب والمتمثل بتواجد أكثر من 60% من الموارد المائية خارج حدودها، والأطماع الإسرائيلية بالمياه العربية.

إنّ التحديات المائية التي تواجه المنطقة العربية مثل عدم السيطرة على المصادر المائية ومحدودية المصادر المتاحة، وضعف خدمات المياه والصرف الصحي، هي جزء من مجموعة من القضايا المحورية ذات الأهمية، كإنخفاض الإنتاجية الزراعية وإنعدام الأمن الغذائي، وعدم كفاءة إستخدام الموارد الثمينة، مروراً بالبطالة والفقر، هي جزء أساسي للقدرة على الإستجابة للمستجدات العالمية، وعلى رأسها جائحة كورونا، هذه التحديات تتطلب تظافر الجهود وتعزيز التعاون والتكامل العربي لتحقيق الأمن المائي العربي.

وكأحد أدوات التعاون العربي المشترك، ووفقاً لقرار المجلس الوزاري العربي للمياه، ستقوم دولة فلسطين من خلال شبكة خبراء المياه العربية بالتعاون مع الأمانة الفنية للمجلس بتنظيم المؤتمر العربي الرابع للمياه تحت رعاية فخامة الرئيس "محمود عباس"- رئيس دولة فلسطين، والذي سيعقد في جمهورية مصر العربية – القاهرة، خلال الفترة من 30 تشرين الثاني وحتى 1 كانون الأول من العام 2022، حاملاً شعار  "الأمن المائي العربي من أجل الحياة والتنمية والسلام"، ويأتي بالتزامن  مع أعمال الدورة الرابعة عشر للمجلس الوزاري العربي للمياه، إضافة الى اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والذي يعتبر  فرصة لتسليط الضوء على الحقوق المائية الفلسطينية المسلوبة من قبل الاحتلال الاسرائيلي.